وهي التي تدعو إلى إلغاء ما كان عليه السلف الصالح من الأصول والقواعد بدعوى تغير الزمان، والوسائل، وإيجاد أصول جديدة [تُنَاسِبُ العصرَ]!
وهذه الطائفة قد غَفَلَتْ عن أن الأصول والقواعد التي اتفق عليها فقهاء سلفنا الصالح إنما هي:
أصول فطرية، وقواعد عقلية مطلقة.
أي: ليس لها علاقة بزمان أو مكان، وليست منوطة بنصوص ولا أفراد، ولا بمؤمنين ولا كفار، بل هي كالأعداد الرياضية، والمسائل الحسابية تمامًا ..
كمسائل الجمع (3+3=6) مثلًا، ومسائل الطرح (10 - 5=5) مثلًا، فهي -كما ترى- قواعد ليس لها متعلق بشيء، إنسان كان أو حيوان، نبات كان أو جماد، فهي ثابتة على مدى الأيام، راسخة في كل مكان، غير قابلة للتجديد والاحتيال، ومن حاول ذلك فإنما يحاول في مُحَال، ومَثَلُهُ كمثل الذي يَعَضُّ حديدًا، أو يطاول سحابًا.
ويجدر بنا أن نوضح هذا بمثال مما أَصَّلَهُ سَلَفُنَا، وهو:
أن النص المقيد يُقَيِّدُ النص المطلق، ويقضي على إطلاقه ...
مثاله: قوله تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158].
أي: بالصفا والمروة، فقد أطلق الله الطواف، ولم يحدد سبحانه له عددًا.