أبدًا. قال: لا تعجلْ عليّ لا أبا لك! والله ما هممت بالذي أمرتَني به من مرة إلّا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف! قال عامر بن الطُّفَيل:
بَعَثَ الرسولُ بمَا تَرى فكأنَّما ... عَمْدًا نَشنّ على المَقَانِب غَارَا
وَلقَدْ وَرَدْنَ بنَا المدينَةَ شُزَّبًا ... ولَقد قَتَلْنَ بجَوِّهَا الأنْصَارَا
وخرجوا راجعين إلى بلادهم؛ حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله عزّ وجلّ على عامر بن الطُّفيل الطاعون في عنقه فقتله؛ وإنّه في بيت امرأة من بني سَلول؛ فجعل يقول: يا بني عامر؛ أغُدَّةٌ كغُدَّة البَكْر؛ وموت في بيت امرأة من بني سَلول! ثم خرج أصحابه حين واروْه؛ حتى قدموا أرضَ بني عامر؛ فلما قدموا أتاهم قومهم، فقالوا: ما وراءك يا أربد؟ قال: لا شيء؛ والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي الآن فأرميه بنَبْلي هذه حتى أقتلَه؛ فخرج بعد مقالته هذه بيوم أو يومَين، معه جملٌ له يتبعه؛ فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقةً فأحرَقتْهما.
وكان أربدُ بن قيس أخا لَبيد بن ربيعة لأمّه (?). (3: 144/ 145).