هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتَني عنه. ثم لا أنقصُ ولا أزيد. ثم انصرف إلى بعيره راجعًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولّى: إن صدق ذو العَقيصتَين يدخل الجنة، قال: فأتى بعيرَه فأطلق عِقَاله، ثم خرج حتى قدِم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أوّل ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزّى! قالوا: مَهْ يا ضِمام! اتّق البرصَ، اتّق الجذام، اتّق الجنون! قال: وَيحكم، إنهما والله لا ينفعان ولا يضرّان؛ إن الله قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا، استنقذكم به مما كنتم فيه؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له؛ وأن محمدًا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه.
قال: فوالله ما أمسى ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلمًا. قال: يقول ابن عباس: فما سمعنا بوافِدِ قومٍ كان أفضَل من ضِمام بن ثعلبة (?). (3: 124/ 125).