أنه لا نبيّ بعدي! فرجع عليٌّ إلى المدينة، ومضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على سفره (?). (3/ 103: 104).
275 - ثم إنّ أبا خَيثَمة أخا بني سالم رجع -بعد أن سارَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيامًا- إلى أهله في يوم حارّ، فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائط، قد رشّتْ كلُّ واحدة منهما عريشَها وبرَّدتْ له فيه ماءً، وهيَّأتْ له فيه طعامًا؛ فلمّا دخل فقام على باب العريشين؛ فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له، قال: رسولُ الله في الضِّحِّ والريح، وأبو خيثمة في ظلال باردة وماء بارد وطعام مهيّأ وامرأة حسناء، في ماله مقيمٌ! ما هذا بالنَّصَف! ثمّ قال: والله لا أدخل عريش واحدةٍ منكما حتى ألحقَ برسول الله؛ فهيّئَا لي زادًا؛ ففعلتَا. ثم قدّم ناضِحَه فارتحله، ثمّ خرج في طلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أدركه حين نزل تبُوك، وقد كان أدرك أبا خيثمة عميرُ بن وهب الجُمحيّ في الطريق، يطلب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فترافقا حتى إذا دَنَوا من تبوك قال أبو خيثمة لعُمير بن وهب: إنّ لي ذنبًا، فلا عليك أن تَخلّفَ عنّي حتى آتيَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. ففعل، ثم سار حتى إذا دنا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بتَبوك قال الناس: يا رسول الله، هذا راكب على الطريق مقبل، فقال رسول الله: كُنْ أبا خيثمة! فقالوا: يا رسول الله، هو والله أبو خيثمة! فلمّا أناخ أقبلَ فسلّم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسولُ الله: أوْلَى لك يا أبا خيثمة! ثم أخبر رسولَ الله الخبر، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خيرًا، ودعا له بخير (?). (3/ 104 / 105).