عليّ بن أبي طالب ورجل من الأنصار؛ يريدانه، فيأتيه عليٌّ من خلْفه، فيضرب عُرْقُوبيَ الجمل، فوقع على عَجُزه، ووثب الأنصاريّ على الرّجل فضربه ضربة أطَنَّ قدَمه بنصف ساقه، فانجعف عن رحْله. قال: واجتلد الناس، فوالله ما رجعتْ راجعةُ الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارَى مكتّفين؛ وقد التفت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب -وكان مِمّن صَبر يومئذ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان حسنَ الإسلام حين أسلم، وهو آخذ بثَفَر بغلته- فقال: من هذا؟ قال: أنا ابن أمّك يا رسول الله (?)! (3: 76).
261 - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سَلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكْر، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التَفَت، فرأى أمّ سُليم بنت مِلْحان - وكانت مع زوجها أبي طلحة - حازمة وسطها ببُرْد لها؛ وإنّها لحامل بعبد الله بن أبي طلحة، ومعها جمل أبي طلحة، وقد خشيتْ أن يَعُزّها الجمل، فأدنت رأسه منها، فأدخلت يدها في خِزَامته مع الخطام، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أمّ سليم! قالت: نعم؛ بأبي أنت وأمّي يا رسول الله! اقتُلْ هؤلاء الذين يفرُّون عنك كما تقتل هؤلاء الذين يقاتلونك، فإنهم لذلك أهلٌ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أوْ يكفي اللهُ يا أمّ سُليم! ومعها خنجر في يدها، فقال لها أبو طلحة: ما هذا معك يا أمّ سليم؟ قالت: خنجر أخذتْه معي؛ إن دنا منّي أحدٌ من المشركين بعجتُه به. قال: يقول أبو طلحة: - ألا تسمع ما تقولُ أمّ سليم يا رسول الله! (?). (3: 76/ 77).
262 - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سَلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك،