ذُكر عن مروان بن أبي الجَنوب أبي السمط، أنه قال: أنشدتُ أمير المؤمنين فيه شعرًا، وذكرتُ الرَّافضة فيه، فعقد لي على البحرين واليمامة، وخلَع عليَّ أربع خِلع في دار العامَّة، وخلع عليَّ المنتصر وأمر لي بثلاثة آلاف دينار، فنثرت على رأسي، وأمر ابنه المنتصر وسعدًا الإيتاخيِّ يلقطانها لي، ولا أمسُّ منها شيئًا؛ فجمعاها، فانصرفت بها.
قال: والشعر الذي قال فيه:
مُلك الخليفةِ جعفرٍ ... للدين والدنيا سَلامَهْ
لكمُ تراث محمدٍ ... وبِعَدْلِكمْ تُنفَى الظلامه
يرجو التُّراثَ بنو البنا ... تِ وما لهم فيها قُلَامهْ
والصِّهرُ ليس بوارثٍ ... والبنتُ لا تَرث الإِمامهْ
ما للذينَ تَنَحَّلوا ... ميراثكمْ إلا الندامهْ
أَخَذَ الوراثةَ أهلُها ... فَعَلامَ لومُكمُ علامهْ!
لَوْ كَانَ حقَّكمُ لَما ... قامتْ على الناس القيامهْ
لَيْس التُّراثُ لغيركمْ ... لَا والإلهِ ولا كَرَامَه
أَصبَحْتُ بين محبِّكمْ ... والمُبْغضِينَ لَكُمْ علامَهْ
ثم نَثَر على رأسي - بعد ذلك لشعر قلته في هذا المعنى - عشرة آلاف درهم.
وذكر عن مروان بن أبي الجَنوب، أنه قال: لما استُخلف المتوكل بعثتُ بقصيدة - مدحتُ فيها ابن أبي دواد - إلى ابن أبي دُواد، وكان في آخرها بيتان ذكرت فيهما أمر ابن الزيات وهما:
وقيل لِيَ الزَّيات لاقى حِمامهُ ... فقلت أَتاني الله بالفتح والنصرِ