إلى موسى الهادي، فأمر سَلْمًا الخاسر الشاعر أن يصفه له، فوصفه فأجازَه - فأخذ الواثق الصّمصامة - وهي صفيحة موصولة من أسفلها مسمورة بثلاثة مسامير تجمع بين الصّفيحة والصلة - فمشى إليه وهو في وسط الدار، ودعا بنطع فصيِّر في وسطه، وحبْل فشُدَّ رأسه، ومُدّ الحبل، فضربه الواثق ضربة، فوقعت على حبل العاتق، ثم ضربه أخرى على رأسه، ثم انتضى سِيَما الدمشّقيّ سيفه، فضرب عنقه وحزّ رأسه.
وقد ذُكر أن بُغا الشرابيّ ضربه ضربة أخرى، وطعنه الواثق بطرف الصَّمْصامة في بطنه، فحمِل معترضًا حتى أتِيَ به الحَظيرة التي فيها بابك، فصلِب فيها وفي رجله زَوْج قيود، وعليه سراويل وقميص، وحمِل رأسه إلى بغداد، فنُصب في الجانب الشرقيّ أيامًا، وفي الجانب الغربيّ أيامًا، ثم حُوّل إلى الشرقيّ، وحُظر على الرأس حظيرة، وضرِب عليه فسطاط، وأقيم عليه الحرس، وعُرف ذلك الموضع برأس أحمد بن نصر؛ وكتب في أذنه رُقْعة: هذا رأس الكافر المشرك الضالّ؛ وهو أحمد بن نصر بن مالك؛ ممّن قتله الله على يدي عبد الله هارون الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين، بعد أن أقام عليه الحجة في خَلْق القرآن ونفي التشبيه، وعرَض عليه التوبة، ومكّنه من الرجوع إلى الحق؛ فأبى إلا المعاندة والتصريح، والحمد الله الذي عجّل به إلى ناره وأليمِ عقابه. وإنّ أمير المؤمنين سأله عن ذلك؛ فأقرّ بالتشبيه وتكلّم بالكفر، فاستحلَّ بذلك أمير المؤمنين دَمه، ولعنه (?).