متنادميْن؛ فانصرف العتابيّ إلى منزل إسحاق فأقام عنده (?).

وذُكرِ عن محمد بن عبد الله بن جشم الرَّبعيّ أن عُمارة بن عقيل قال: قال لي المأمون يومًا وأنا أشرب عنده: ما أخبثَك يا أعرابيّ! قال: قلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ وهَّمتني نفسي، قال: كيف قلت:

قالت مُفَدَّاةُ لَمَّا أَن رأَتْ أَرَقِي ... والهمُّ يَعتَادُني من طيفِه لَمَمُ

نَهَّبْتَ مالك في الأَدْنينَ آصرَةً ... وفي الأَباعِدِ حتى حفّكَ العَدمُ

فاطلبْ إِليهم ترى ما كنتَ من حَسَنٍ ... تُسدِي إليهم فقد باتَتْ لهمْ صِرَمُ

فقلتُ عَذلكِ قد أَكثَرْتِ لائِمتِي ... ولمْ يَمُتْ حاتم هُزْلًا ولا هرِمُ

فقال لي المأمون: أين رميتَ بنفسك إلى هَرِم بن سنان سيد العرب وحاتم الطائيّ! فعلا كذا وفعلا كذا، وأقبل ينثال عليّ بفضلهما، قال: فقلت: يا أميرَ المؤمنين، أنا خيرٌ منهما، أنا مسلم وكانا كافرين، وأنا رجل من العرب (?).

وذُكر عن محمد بن زكرياء بن ميمون الفرْغانيّ، قال: قال المأمون لمحمد بن الجَهْم: أنشدني ثلاثة أبيات في المديح والهجاء والمراثي؛ ولك بكل بيت كُورة، فأنشده في المديح:

يجودُ بالنفس إذ ضنَّ الجوادُ بها ... والجودُ بالنفس أَقصى غاية الجودِ

وأنشده في الهجاء:

قَبُحَتْ مناظرُهُمْ فحينَ خَبَرْتُهمْ ... حسُنَتْ مناظرهم لِقُبحِ المخبَرِ

وأنشده في المراثي:

أَرادُوا ليُخفُوا قبْرَه عَنْ عدُوّهِ ... فطِيبُ تُراب القبرِ دَلَّ على القبر

وذكر عن العباس بن أحمد بن أبان بن القاسم الكاتب، قال: أخبرني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015