السبت - فيما قيل - لثلاث بقين من المحرّم - وقيل كان ارتحاله من الشماسيّة إلى البَرَدان يوم الخميس بعد صلاة الظهر، لستّ بقين من المحرّم سنة خمس عشرة ومائتين - واستخلف حين رَحل عن مدينة السلام عليها إسحاق بن إبراهيم بن مُصعب، وَوَلِّيَ مع ذلك السواد وحُلْوان وكُور دِجْلة. فلما صار المأمون بتَكْريت قدم عليه محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رحمه الله، من المدينة في صَفر ليلة الجمعة من هذه السنة، ولقيَه بها فأجازه، وأمره أن يدخل بابنته أم الفَضْل وكان زوّجها منه؛ فأدخلت عليه في دار أحمد بن يوسف التي على شاطئ دِجْلة، فأقام بها؛ فلما كان أيام الحجّ خرج بأهله وعياله حتى أتى مكة، ثم أتى منزله بالمدينة؛ فأقام بها، ثم سلك المأمون طريق الموصل: حتى صار إلى مَنْبج، ثم إلى دابق، ثم إلى أنطاكيَة، ثم إلى المَصّيصة، ثم خرج منها إلى طَرَسُوس، ثمّ دخل من طَرَسوس إلى بلاد الرّوم للنصف من جمادى الأولى. ورحل العباس بن المأمون من مَلَطْيَة؛ فأقام المأمون على حصن يقال له قُرّة؛ حتى فتحه عَنْوة؛ وأمر بهدمه؛ وذلك يوم الأحد لأربع بقين من جُمادى الأولى؛ وكان قد افتتح قبل ذلك حصنًا يقال له ماجدة، فمنّ على أهلها.
وقيل إن المأمون لما أناخ على قُرّة، فحارب أهلها طلبوا الأمان، فآمنهم المأمون، فوجه أشناس إلى حصن سندس، فأتاه برئيسه، ووجّه عُجيفًا وجعفرًا الخياط إلى صاحب حصن سنان، فسمع وأطاع (?).