له، غير أنّي لا أدري أسمعه منه إبراهيم أم لم يسمعه؛ فسكت حين تكلم به؛ قال: وأتى المختار ببغلة دهماءَ يركبها، فقال إبراهيم لعبد الله بن يزيد: ألا تشدّ عليه القيود؟ فقال: كفى له بالسجن قيدًا (?). (5/ 580 - 581).
قال أبو مخنف: وأما يحيى بن أبي عيسى فحدّثني أنه قال: دخلت إليه مع حميد بن مسلم الأزديّ نزوره ونتعاهده، فرأيته مقيّدًا؛ قال: فسمعتُه يقول: أما وربّ البحار، والنخيل والأشجار، والمَهامِه والقفار، والملائكة الأبرار، والمصطفَين الأخيار، لأقتلنّ كلَّ جبّار، بكلّ لَدْن خَطّار، ومهنَّدٍ بَتّار، في جُموع من الأنصار، ليسوا بِميل أغمار، ولا بُعْزل أشرار، حتى إذا أقمتُ عَمودَ الدين، ورأبْتُ شَعْب صَدْع المسلمين، وشفيتُ غليلَ صدور المؤمنين، وأدركتُ بثأر النبيِّين، ولم يكبُر عليّ زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى.
قال: فكان إذا أتيناه وهو في السجن ردّد علينا هذا القول حتى خرج منه؛ قال: وكان يتشجَّع لأصحابه بعدما خرج ابن صُرَد (?). (5/ 581 - 582).
ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأَحداث الجليلة.
فمن ذلك ما كان من التوَّابين وشخوصِهم للطلب بدم الحسين بن عليّ إلى عبيد الله بن زياد.
قال هشام: قال أبو مخنف: حدّثني أبو يوسف، عن عبد الله بن عوف الأحمريّ، قال: بعث سليمان بن صُرَد إلى وجوه أصحابه حين أراد الشخوص وذلك في سنة خمس وستين، فأتوه، فلما استهلّ الهلال هلالُ شهر ربيع الآخر، خرج في وجوه أصحابه، وقد كان واعَدَ أصحابه عامّة للخروج في تلك الليلة للمعسكر بالنُّخَيلَة فخرج حتى أتى عسكرَه، فدار في الناس ووجوه أصحابِه، فلم يعجبه عدّة الناسَ، فبعث حكيم بن مُنقِذ الكنديّ في خيل، وبعث الوليد بن غُصَيْن الكنانيّ في خيل، وقال: اذهبا حتى تدخلا الكوفة فناديا: