إلى منزله، فاستخرجته، فحيّاه ورحّب به، وصافحه وبشَّره، وقال له: القَنِى أنتَ وأخوك الليلة وأبو عمرو فإني قد أتيتكم بكل ما تحبّون؛ قال: ثمّ مضى ومضينا معه حتى مرّ بمسجد جُهَينة الباطنة، ثم مضى إلى باب الفيل، فأناخ راحلتَه، ثم دخل المسجد واستَشرف له الناس، وقالوا: هذا المختار قد قَدِم، فقام المختار إلى جنب سارية من سواري المسجد، فصلَّى عندها حتى أقيمت الصلاة، فصلَّى مع الناس ثمّ ركد إلى سارية أخرى فصلّى ما بين الجمعة والعصر، فلما صلى العصر مع الناس انصرف (?). (5/ 579).
قال أبو مخنف: فحدّثني المجالد بن سعيد، عن عامر الشعبيّ، أن المختار مرّ على حلقة همدان وعليه ثياب السَّفَر، فقال: أبشروا، فإني قد قدمتُ عليكم بما يسرّكم، ومضى حتى نزل داره، وهي الدار التي تُدعى دار سلم بن المسيب. وكانت الشيعة تختلف إليها وإليه فيها (?). (5/ 579).
قال أبو مخنف: فحدّثني فُضَيل بن خَدِيج، عن عبيد بن عمرو، وإسماعيل بن كثير من بني هند، قالا: أتيناه من الليل، كما وعَدنا، فلما دخلنا عليه وجلسنا ساءَلنا عن أمر الناس وعن حال الشيعة، فقلنا له: إنّ الشيعة قد اجتمعت لسليمان بن صُرَد الخُزاعيّ، وإنه لن يلبثَ إلا يسيرًا حتى يخرج؛ قال: فحمِد الله وأثنَى عليه وصلّى على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثم قال:
أما بعد، فإنّ المهديّ ابن الوصيّ، محمّد بن عليّ، بعثني إليكم أمينًا ووزيرًا ومنتخبًا وأميرًا، وأمرني بقتال الملحِدين، والطلب بدماء أهلِ بيته والدفع عن الضّعفاء (?). (5/ 579 - 580).
قال أبو مخنف: قال فضيل بن خَدِيج: فحدّثني عبيدة بن عمرو وإسماعيل بن كثير، أنهما كانا أوّل خلق الله إجابةً وضربًا على يده، وبايعاه.
قال: وأقبل المختار يبعث إلى الشيعة وقد اجتمعت عند سليمانَ بن صُرد، فيقول لهم: إني قد جئتكم من قبل وليّ الأمر، ومَعِدن الفْضل، ووصيِّ الوصيّ