رأيتُ إبراهيم في عسكري وما في الأرض عدوّ أعدى لي منه، فانظر ما أنت صانع!
قال: وحدّثني عبد الله بن محمد بن البوّاب، قال: أمر أبو جعفر ببناء قنطرة الصَّراة العَتيقة، ثم خرج ينظر إليها، فوقعت عينُه على إبراهيم، وخنَس إبراهيم، فذهب في الناس، فأتى فاميًّا فلجأ إليه فأصعده غُرفة له، وجدّ أبو جعفر في طلبه، ووضع الرّصَد بكلّ مكان، فنشب إبراهيم بمكانه الذي هو به، وطلبه أبو جعفر أشدّ الطلب، وخفيَ عليه أمره.
قال: وحدّثني محمد بن معروف، قال: حدّثني أبي - وحدّثني نصر بن قُديد، قال: حدّثني أبي قال؛ وحدّثني عبد الله بن محمد بن البواب وكَثير بن النّضر بن كثير وعمر بن إدريس وابن أبي سفيان العَمِيّ؛ واتفقوا على جُلّ الحديث، واختلفوا في بعضه - أنّ إبراهيم لما نشب وخاف الرَّصَد كان معه رجل من بني العمّ - قال عمر: فقال لي أبو صفوان، يدعى رَوْح بن ثقف، وقال في ابن البوّاب: يكنى أبا عبد الله، وقال لي الآخرون: يقال له سفيان بن حَيّان بن موسى: قال عمر: وهو جد العميّ الذي حدثني - قال: قلت لإبراهيم: قد نزل ما ترى، ولابدّ من التغرِير والمخاطرة، قال: فأنت وذاك! فأقبل إلى الربيع، فسأله الإذن، قال: ومَن أنت؟ قال: أنا السفيان العمّيّ، فأدخله على أبي جعفر؛ فلما رآه شتمه، فقال: يا أميرَ المؤمنين؛ أنا أهلٌ لما تقول؛ غير أني أتيتك نازعًا تائبًا، ولك عندي كلّ ما تحبّ إن أعطيتني ما أسألك، قال: وما لي عندك؟ قال: آتيك بإبراهيم بن عبد الله بن حسن؛ إني قد بلوته وأهلَ بيته؛ فلم أجد فيهم خيرًا، فما لي عندك إن فعلت؟ قال: كلّ ما تسأل؛ فأين إبراهيم؟ قال؟ قد دخل بغداد - أو هو داخلها عن قريب - قال عمر: وقال لي أبو صفوان، قال: هو بعَبْدَسي، تركتُه في منزل خالد بن نهيك، فاكتب لي جوازًا ولغلام لي ولفُرانق (?) واحملني على البريد، قال عمر: وقال بعضهم: وجِّهْ معي جُندًا واكتب لي جوازًا ولغلام لي آتِيكَ به، قال: فكتب له جوازًا، ودفع إليه جندًا، وقال: هذا ألف دينار فاستِعنْ بها، قال لا حاجة لي فيها كلّها؛ فأخذ ثلاثمئة دينار، وأقبل بها