وذُكِر أن قطيعة الربيع كانت مزارع للناس من قرية يقال لها بناورى من رُستاق الفروسَيجَ من بادُوريا.
وذكر عن محمد بن موسى بن الفرات، أنه سمع أباه أو جدّه - شك راوي ذلك عنه - يقول: دخل عليّ رجل من دهاقين بادُوريا وهو مخرّق الطْيلسان؛ فقلت له: مَنْ خرّق طيلسانك؟ قال: خُرِق والله في زحمة الناس اليوم، في موضِع طالما طردت فيه الأرانب والظباء - يريد باب الكرخ.
ويقال: إن قطيعة الربيع الخارجة إنما هي أقطاع المهديّ للربيع، وأنّ المنصور إنما كان أقطعه الداخلة.
وقيل: إن نهر طابق كسرويّ، وأنه نهر بابك بن بهرام بن بابك، وأن بابك هذا هو الذي اتّخذ العَقْر الذي عليه قصر عيسى بن عليّ، واحتفر هذا النهر.
وذكر أنّ فُرْضة جعفر إقطاع من أبي جعفر لابنه جعفر، وأن القنطرة العتيقة من بناء الفرس.
وذكر عن حماد التركيّ، قال: كان المنصور نازلًا بالدّير الذي على شاطئ دجلة بالموضع المعروف بالخُلْد، ونحن في يوم صائف شديد الحرّ في سنة خمس وأربعين ومئة؛ وقد خرجت فجلستُ مع الربيع وأصحابه، إذ جاء رجل، فجاوز الحرس إلى المقصورة، فاستأذن فآذنّا المنصور به، وكان معه سلم بن أبي سَلْم، فأذن له فخبّره بخروج محمد، فقال المنصور: نكتب الساعة إلى مصر أن يقطع عن الحَرَميْن المادة، ثم قال: إنما هم في مثل حَرَجَة، إذا انقطعت عنهم المادّة والميرة من مِصْر، قال: وأمر بالكتاب إلى العباس بن محمد - وكان على الجزيرة يخبره بخبر محمد - وقال: إني راحل ساعة كتبتُ إلى الكوفة، فأمدّني في كلّ يوم بما قدرتَ عليه من الرّجال من أهل الجزيرة، وكتب بمثل ذلك إلى أمراء الشأم، ولو أن يَرِد عليّ في كل يوم رجل واحد أكثر به مَنْ معي من أهل خراسان، فإنه إن بلغ الخبر الكذّاب انكسر، قال: ثم نادى بالرّحيل من ساعته، فخرجنا من حرّ شديد حتى قدم الكوفة، ثم لم يزل بها حتى انقضت الحرب بينه وبين محمد وإبراهيم، فلما فرغ منهما رجع إلى بغداد.
وذُكِر عن أحمد بن ثابت، قال: سمعتُ شيخًا من قريش يحدّث أنّ أبا جعفر