محمد بن الحارث والألوف بنت الحارث وأمَّ بكر؛ فلما أتاه ابنه محمد، قال: اللهمَّ اجعله بارًّا تقيًّا.

قال: وقدم الوضاح بن حبيب بن بُدَيل على نَصْر بن سيّار من عند عبد الله بن عمر، وقد أصابه برد شديد، فكساه أثوابًا، وأمر له بقرىً وجاريتين؛ ثم أتى الحارث بن سريج، وعنده جماعة من أصحابه قيام على رأسه، فقال له: إنَّا بالعراق، نشهر عظْم عمودك وثقله؛ وإني أحبّ أن أراه، فقال: ما هو إلا كبعض ما ترى مع هؤلاء - وأشار إلى أصحابه - ولكني إذا ضربت به [شهرت] ضربتي، قال: وكان في عموده بالشامي ثمانية عشر رطلًا.

قال: ودخل الحارث بن سريج على نَصْر، وعليه الجوشن (?) الذي أصابه من خاقان، وكان خيّره بين مئة ألف دينار دنبكانيَّة وبين الجوشن؛ فاختار الجوشن، فنظرت إليه المرزُبانة بنت قديد؛ امرأة نصر بن سيار، فأرسلت إليه بِجرْز لها سمُّور (?)، مع جارية لها فقالت، أقرئي ابنَ عمي السَّلام، وقولي له: اليوم بارد فاستدفئ بهذا الجرْز السَمُّور، فالحمد لله الذي أقدمك صالحًا، فقال للجارية: أقرئي بنت عميّ السلام، وقولي لها: أعارية أم هدية؟ فقالت: بل هديّة؛ فباعه بأربعة آلاف دينار وقسمها في أصحابه. وبعث إليه نصر بفرُش كثيرة وفرس، فباع ذلك كلّه، وقسّمه في أصحابه بالسّويّة، وكان يجلس على بَرذعة، وتُثْنى له وسادة غليظة، وعرض نصر على الحارث أن يوليه ويعطيه مئة ألف دينار، فلم يقبل، وأرسل إلى نصر: إني لستُ من هذه الدنيا ولا من هذه اللذات، ولا من تزويج عقائل العرب فيِ شيء؛ وإنما أسأل كتاب الله عزّ وجلَّ والعمل بالسنّنة واستعمال أهل الخير والفضْل، فإن فعلت ساعدتك على عدوّك.

وأرسل الحارث إلى الكرمانيّ: إن أعطاني نصر العمل بكتاب الله وما سألته من استعمال أهل الخير والفضل عضَدتُه وقمتُ بأمر الله، وإن لم يفعل استعنتُ بالله عليه، وأعنتك إن ضمنت لي ما أريد من القيام بالعدل والسنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015