بيضاء من أصحاب ابنِ معاوية، فأمر عبد الله مناديًا، فنادى: من جاء برأس فله خمسمئة؛ فوالله ما كان بأسرع من أن أتِيَ برأس، فوُضِع بين يديه؛ فأمر له بخمسمئة، فدفعت إلى الذي جاء به، فلما رأى أصحابه وفاءه لصاحب الرأس، ثاروا بالقوم؛ فوالله ما كان إلا هُنَيهة حتى نظرت إلى نحو من خمسمئة رأس قد ألقيت بين يديه؛ وانكشف ابنُ معاوية ومَن معه منهزمين، فكان أوّل مَنْ دخل الكوفة من أصحابه منهزمًا أبو البلاد مولى بني عبس وابنه سليمان بين يديه - وكان أبو البلاد متشيعًا - فجعل أهلُ الكوفة ينادونهم كلَّ يوم؛ وكأنهم يعيرونهم بانهزامه؛ فجعل يصيح بابنه سليمان: امضِ ودع النّواضح (?) ينفقن، قال: ومرّ عبد الله بن معاوية فطوى الكوفة، ولم يعرّج بها حتى أتى الجبل (?). [7/ 303 - 308].

* ذكر الخبر عن أمره وأمر نصر بعد قدومه عليه:

ذكر عليّ بن محمد عن شيوخه؛ أن الحارث سار إلى مَرْو، مخرجَه من بلاد الترك، فقدمها يوم الأحد لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ومئة، فتلقاه سلم بن أحوز، والناس بكشماهن، فقال محمد بن الفضل بن عطية العبسيّ: الحمد لله الذي أقرَّ أعينَنَا بقدومك، وردّك إلى فئة الإسلام وإلى الجماعة، قال: يا بنيّ؛ أما علمت أنّ الكثير إذا كانوا على معصية الله كانوا قليلًا، وأنّ القليل إذا كانوا على طاعة الله كانوا كثيرًا! وما قرّت عيني منذ خرجت إلى يومي هذا، وما قرة عيني إلا أن يطاع الله، فلما دخل مَرْو قال: اللهمّ إني لى أنوِ قطّ في شيء مما بيني وبينهم إلّا الوفاء، فإن أرادوا الغدر فانصرْني عليهم، وتلقَّاه نصر فأنزله قَصْر بُخاراخُذاه، وأجرى عليه نزُلًا خمسين درهمًا في كلّ يوم، وكان يقتصر على لون واحد، وأطلق نصر مَن كان عنده من أهله؛ أطلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015