بولاية ثابت، ورأسناه ليسير بنا على ألويتنا حتى نردّ إلى أجنادنا، فأمر مناديه فنادى: أن قد كذبتم، وليس تريدون الذي قلتم؛ وإنما أردتم أن تركبوا رؤوسكم، فتغصِبوا من مررتم به من أهل الذّمة أموالَهم وأطعمتَهم وأعلافهم؛ وما بيني وبينكم إلا السيف حتى تنقادوا إليّ، فأسير بكم حتى أورِدكم الفرات، ثم أخلِّي عن كل قائد وجنده، فتلحقون بأجنادكم، فلما رأوا الجدّ منه انقادوا إليه ومالوا له، وأمكنوه من ثابت بن نعيم وأولاده؛ وهم أربعة رجال: رفاعة، ونعيم، وبكْر، وعمران، قال: فأمر بهم فأنزِلوا عن خيولهم، وسلِبوا سلاحهم، ووضع في أرجلهم السلاسل. ووكل بهم عدّة من حَرسِه يحتفظون بهم، وشخص بجماعة من الجند من أهل الشام والجزيرة، وضمهم إلى عسكره، وضبطهم في مسيره، فلم يقدر أحد منهم على أن يفسد ولا يظلم أحدًا من أهل القرى، ولا يرزأه شيئًا إلا بثمن، حتى ورد حرّانِ، ثم أمرهم باللحاق بأجنادهم، وحبس ثابتًا معه، ودعا أهل الجزيرة إلى الفَرْض، ففرض لنيّف وعشرين ألفًا من أهل الجَلَد منهم، وتهيَّأ للمسير إلى يزيد، وكاتبه يزيد على أن يبايعَه ويوليه ما كان عبد الملك مروان ولّى أباه محمد بن مروان من الجزيرة وأرمينيَة والموصل وأذْربيجان، فبايع له مَرْوان، ووجّه إليه محمد بن عبد الله بن عُلاثة ونفرًا من وجوه الجزيرة [7/ 295 - 298].

وقال بعضهم: توفِّيَ وهو ابن سبع وثلاثين سنة، وكان يكنى أبا خالد وأمه أم ولد اسمها شاه آفْريد بنت فَيْرُوز بن يَزْدجِرْد بن شَهْرِيار بن كسرى، وهو القائل:

أَنَا ابنُ كِسْرى وأبى مَروانْ ... وقيصر جدي وجدّ خاقانْ

وقيل: إنه كان قدريًّا، وكان - فيما حدثني أحمد، عن عليّ بن محمد في صفته - أسمر طويلًا، صغير الرأس، بوجهه خال، وكان جميلًا من رجل، في فمه بعض السعة، وليس بالمفرِط [7/ 298].

ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومئة ذكر ما كان فيها من الأحداث [6/ 300]

قال: ويقال قدم عبد الله بن معاوية الكوفة وجمع جمعًا، فلم يعلم عبد الله بن عمر حتى خرج في الجبَّانة مجمعًا على الحرب، فالتقوْا، وخالد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015