1125 - هشام عن أبي مخنف، قال: حدّثني مالك بن أعيَن الجُهنيّ عن زيد بن وهب الجهنيّ: أنّ عليًّا مرّ على جماعة من أهل الشأم فيها الوليد بن عقبة، وهم يشتمونه، فخبِّر بذلك، فوقف فيمن يليهم من أصحابه، فقال: انهدَوا إليهم، عليكم السكينة والوقار، وقار الإسلام، وسيما الصالحين، فوالله لأقربُ قوم من الجهل قائدهم، ومؤذِنهم معاوية، وابن النابغة، وأبو الأعور السلميّ، وابن أبي مُعيط شارب الخمر المجلود حدًّا في الإسلام، وهم أوْلى من يقومون فينقصونني، ويجدبونني، وقبل اليوم ما قاتَلوني، وأنا إذ ذاك أدعوهم إلى الإسلام، وهم يَدْعُونني إلى عبادة الأصنام، الحمدُ لله، قديمًا عاداني الفاسقون قعيدهم الله ألم يُقْبَحوا! إن هذا لهو الخَطب الجليل؛ إن فسّاقًا كانوا غير مرضيّين، وعلى الإسلام وأهله متخوِّفين، خدعوا شطر هذه الأمّة، وأشرَبوا قاوبهم حبّ الفتنة، واستمالوا أهواءهم بالإفك والبهتان، قد نصبوا لنا الحرب في إطفاء نور الله عزّ وجلّ، اللهمّ فافضض خدَمتهم، وشتِّت كلمتهم، وأبسلهم بخطاياهم، فإنه لا يذلّ من واليت، ولا يعزّ من عاديت (?). (5: 45).
1126 - قال أبو مخنف: حدّثني نمير بن وَعْلة عن الشعبيّ: أنّ عليًّا مرّ بأهل راية فرآهم لا يزولون عن موقفهم، فحرّض عليهم الناس، وذُكر أنهم غسّان، فقال: إنّ هؤلاء لن يزولوا عن موقفهم دون طعن دَرَّاك يخرج منهم النَّسم، وضرب يفلِق منه الهام، ويُطيح بالعِظام، وتسقط منه المعاصم والأكفّ، وحتى