التوبةَ عن عباده، ويعْفو عن السيئات، ويحبّ المتطهرين، قال: فجشر والله الفتى الناس راجعًا، فقال له رجل من أهل الشأم: خدعَك العراقيّ، خدعك العراقيّ، قال: لا، ولكن نصحَ لي. وقاتل هاشم قتالًا شديدًا هو وأصحابه، وكان هاشم يُدعَى المِرْقال، لأنه كان يُرْقِل في الحرب، فقاتل هو وأصحابه حتى أبرّوا على من يليهم، وحتى رأوا الظفر، وأقبلتْ إليهم عند المغرب كتيبةٌ لتَنوخ فشدّوا على الناس، فقاتلهم وهو يقول:

أعور يبغِي أهلَه محلَّا ... قد عالج الحياةَ حتَّى مَلأَّ

يَتُلُّهُم بذي الكُعوبِ تَلَّا

فزعموا: أنه قتل يومئذ تسعةً أو عشرة، وحمل عليه الحارث بن المنذر التَّنوخيّ فطعنه فسقط، وأرسل إليه عليٌّ: أن قدّم لواءك، فقال لرسوله: انظر إلى بطني، فإذا هو قد شُقّ، فقال الأنصاريّ الحجّاج بن غزِيّة:

فإِن تَفْخروا بابن البُدَيل وهاشِمٍ ... فنحن قتَلْنا ذا الكَلاعِ وحَوْشَبا

ونحن تَرَكْنا بَعدَ مُعترَكِ اللِّقا ... أخاكم عبيد الله لَحْمًا مُلَحَّبا

ونحن أحطنا بالبعيرِ وأهلِه ... ونحن سقيناكمْ سِمامًا مُقَشَّبا (?)

(5: 42/ 43/ 44).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015