126 - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سَلَمة، قال: فحدثني محمد بن إسحاق، قال: حُدِّثتُ عن رجال من بني سلَمَة: أنهم ذكروا أن الحُبَاب بن المُنْذر بن الجمُوح، قال: يا رسولَ الله، أرأيت هذا المنزل، أمَنْزِلٌ أنزَلكه الله ليس لنا أن نتقدّمه ولا نتأخّره، أم هو الرّأيُ والحرب والمكيدة؟ قال: بَلْ هو الرأي والحرب والمكيدة؛ فقال: يا رسولَ الله، فإنَّ هذا ليس لك بمنزِل، فانهَضْ بالناس حتى نأتيَ أدنى ماء من القوم فننزلَه، ثم نغوِّر (?) ما سواه من القُلُب، ثم نبني عليه حَوْضًا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد أشرتَ بالرأي. فنهض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ومَنْ معه من الناس، فسار حتى أتى أدنى ماء من القوم؛ فنزل عليه، ثم أمر بالقُلب فَغُوِّرَتْ، وبنى حوضًا على القلِيب الذي نزل عليه فمُلئ ماء، ثم قذفوا فيه الآنية (?). (2: 440).
127 - حدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلمَة، قال: قال محمد بن إسحاق: فحدَّثني عبد الله بن أبي بكر، أن سعد بن معاذ قال: يا رسول الله، نَبْني لَكَ عريشًا من جريد فتكون فيه، ونُعدُّ عندك ركائبك، ثم نَلقَى عَدُوَّنا؛ فإنْ أعزَّنا الله وأظهرنا على عَدُوِّنا كان ذلك مما أحببْنَا، وإن كانت الأخْرَى جلستَ على ركائبك، فلحقْت بمَنْ وراءنا من قومنا، فقد تخلَّف عنك أقوام يا نبيّ الله! ما نحن بأشدّ حُبًّا لَك منهم؛ ولو ظنّوا أنك تلْقَى حربًا ماتخلّفوا عنك. يمنعك الله بهم، يناصحونك ويجاهدون معك. فأثنى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليه خيرًا، ودعا له بخير.
ثم بُني لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عريشٌ، فكان فيه؛ وقد ارتحلت قريش حين