حدثني إسماعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه، عن جدّه، قال: كنت امرأ تاجرًا، فقدمت أيام الحج، فأتيت العبَّاس، فبينا نحن عنده إذ خرجَ رجلٌ يصلَي، فقام تُجَاهَ الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت معه تصلي، وخرج غلام فقام يصلِّي معه، فقلت: يا عباس، ما هذا الدّين؟ إنَّ هذا الدّين لما أدري ما هو! قال: هذا محمّد بن عبد الله، يزعُم أن الله أرسله به، وأنَّ كُنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذه امرأتُه خديجة بنت خُوَيلِد آمنت به، وهذا الغلام ابنُ عَمِّه عليّ بن أبي طالب، آمن به، قال عفيف: فليتَني كنتُ آمنتُ يومئذ فكنتُ أكون رابعًا! (?) (311: 2).
14 - حدَّثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلمَة بن الفَضل وعليّ بن مجاهد، قال سَلَمة: حدَّثني محمّد بن إسحاق عن يحيى بن أبي الأشعث قال أبو جعفر: وهو في موضع آخر من كتابي عن يحيى بن الأشعث عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكنديّ وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس الكنديّ لأمِّه، وكان ابن عمه عن أبيه عن جدّه عفيف، قال: كان العبّاس بن عبد المطّلب لي صديقًا، وكان يختلفُ إلى اليمن، يشتري العِطْرَ فيبيعه أيّام الموسم، فبينا أنا عند العبّاس بن عبد المطّلب بِمنًى، فأتاه رجل مجتمع، فتوضّأ فأسبغَ الوضوء، ثم قام يصلي، فخرجت امرأةٌ فتوضّأت وقامت تصلّي ثم خرج غلام قد راهق، فتوضأ، ثم قام إلى جَنْبه يصلّي، فقلت: ويحك يا عبّاس! ما هذا؟ قال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب، يزعم: أن الله بعثه رسولًا، وهذا ابن أخي عليّ بن أبي طالب قد تابَعه على دينه، وهذه امرأته خديجة ابنة خويلد، قد تابعتْه على دينه. قال عفيف بعد ما أسلم ورسخ الإسلام في قلبه: يا ليتني كُنتُ رابعًا (?)! (312: 2).