وكانت ولاية عيسى بن موسى الكوفة وسوادها وما حولها ثلاث عشرة سنة؛ حتى عزله المنصور، واستعمل محمد بن سليمان بن عليّ حين امتنع من تقديم المهديّ على نفسه.
وقيل: إنّ المنصور إنما ولّى محمد بن سليمان الكوفة حين ولّاه إياها ليستخفّ بعيسى؛ فلم يفعل ذلك محمد، ولم يزل معظمًا له مبجّلًا (?).
وفي هذه السنة ولّى أبو جعفر محمد بن أبي العباس -ابن أخيه- البَصْرة فاستعفى منها فأعفاه، فانصرف عنها إلى مدينة السلام، فمات بها، فصرخت امرأته البغوم بنت عليّ بن الربيع: واقتيلاه! فضربها رجل من الحَرس بجلويز على عَجيزتها، فتعاوره خدمٌ لمحمد بن أبي العباس فقتلوه! فطُلّ دمه. وكان محمد بن أبي العباس حين شخص عن البصرة استخلف بها عُقبْة بن سلم، فأقره عليها أبو جعفر إلى سنة إحدى وخمسين ومائة (?).