فمما كان فيها من ذلك إغارة استرخان الخوارزميّ في جَمْع من الترك على المسلمين بناحية إرمينية وسبيُه من المسلمين وأهلِ الذّمة خلقًا كثيرًا، ودخولُهم تفليس، وقتلهم حرب بن عبد الله الراونديّ الذي تنسب إليه الحربية ببغداد، وكان حربٌ هذا -فيما ذُكِر- مقيمًا بالموصل في ألفين من الجُنْد، لمكان الخوارج الذين بالجزيرة. وكان أبو جعفر حين بلغه تحزّب الترك فيما هناك وجّه إليهم لحربهم جبرئيل بن يحيى، وكتب إلى حرب يأمره بالمسير معه؛ فسار معه حَرْب، فَقُتِلَ حرب وهُزم جبرئيل، وأصيب من المسلمين من ذكرت (?).
وفي هذه السنة خلع المنصور عيسى بن موسى وبايع لابنه المهديّ، وجعله وليّ عهد من بعده، وقال بعضهم: ثم مِنْ بعده عيسى بن موسى (?).