الجوزي- تأريخ الإسلام للذهبي- البداية والنهاية لابن كثير].
ومن باب التساهل في رواية التأريخ فقد ألحقت الروايات التأريخية بقسم الصحيح والتي جاءت من طريق رواة لم يوثقهم سوى ابن حبان (المعروف بتساهله في التوثيق) بشرط انتفاء الجرح من جهات أخرى وخلو المتن من نكارة- وأضفنا تساهلًا آخر في هذا القسم [تأريخ الخلافة في عهد العباسيين، فقد اعتبرنا قول الطبري: قال عمر بن شبة أو ذكر عمر بن شبة مقبولًا غير منقطع (بعكس ما صنعنا في تحققنا لتأريخ الخلافة الراشدة والأمويين) باعتبار أن الطبري من تلاميذ ابن شبة وقد أكثر عن شيخه (ابن شبة) واطلع على كثير من رسائل وكتب ابن شبة ولو اعتبرنا ذلك انقطاعًا لما بقي لنا من تأريخ العباسيين شيء لأن الطبري قلل من اعتماده الإسناد بصورة ملحوظة تدريجيًا وكذلك فعل خليفة والبسوي فتنازلنا عن شرطنا السابق (قال الطبري حدثني ابن شبة) من باب التساهل من رواية التأريخ ولكن بشرط خلوّ المتن من أمور تخالف الروايات الأصح منها إسنادًا ولا أريد أن أطيل الكلام أكثر مما قلت في هذه العجالة ولنا وقفات أخرى بإذنه تعالى كلما دعت الحاجة [عند الأخبار الواردة في خروج محمد ذي النفس الزكية مثلًا، وأخبار أخرى].
وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والسداد وحسن الخاتمة- وهذه بضاعتنا فمن رأى عيبًا في منهج هذا البحث وأهداه لنا قبلناه شاكرين لسعيه ورحم الله من أهدى إلينا عيوبنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وجزا الله عنا أساتذتنا في التأريخ والحديث خير الجزاء.
وسنذكرهم بأسمائهم إن شاء الله في نهاية الكتاب.
غرة شعبان من عام 1423 للهجرة.
* * *