الروايات انصب معظمها على بناء بغداد وسيرة أبي جعفر المنصور / ص 197.

الثاني: يعتمد الطبري في هذه الفترة بشكل ملحوظ على الوثائق والرسائل والسجلات والدواوين، ونصوص العهود والمواثيق والخطب، والتقارير الرسمية وغيرها من الوثائق التي لها صفة رسمية أو شبه رسمية فضلًا عن عدد كبير من القصائد، وأبيات الشعر ذات العلاقة بالأحداث العامة، ومن الملاحظ أن عددًا من الوثائق التي يعتمدها الطبري ترد دون إسناد مما يشير إلى أن الطبري حصل عليها مباشرة ودونما واسطة / ص 203 / ا. هـ.

قلت بعد دراسة طويلة لمختلف المصادر التأريخية المتقدمة تبيّن أن كثيرًا من المصنفين المتقدمين قد تأثروا بالتيارات المخالفة لبغضها البعض كاليعقوبي والمسعودي، وأسلم منهم عدد لا بأس به، فالطبري معروف بحياده وكذلك البسوي وخليفة بن خياط فهؤلاء الثلاثة كتبوا التاريخ بالنظام الحولي وعاشوا في أزمنة متقاربة وإن لم يلتقوا فقد تعاصروا- أضف إلى ذلك فإن هؤلاء الثلاثة (الطبري- البسوي- خليفة) ثقات عند أهل الحديث فكان من المناسب جدًّا أن نقارن بين ما أخرجه الثلاثة للتثبت من وقوع حادثة تاريخية من عدمها وحكمتُ بالصحة للحوادث التي اتفق عليها الثلاثة -أي المؤرخون الثلاثة أو المصادر الثلاثة-[ولقد أخبرت أستاذنا أكرم العمري بجانب من هذا المنهج ووافقني عليه].

وبالإضافة إلى هذه المصادر فقد استعنت بمصدر تاريخي آخر لإمام ثقة عند أئمة الحديث وهو البلاذري الذي ألف كتابه القيّم (أنساب الأشراف) واتبع في كثير من الأحيان منهج الرواية بالإسناد.

وأخيرًا فقد استعنا بمصادر أخرى ولكن بدرجة أقل ومنها [الموفقيات للزبير بن بكار -نسب قريش للزبيري- عيون الأخبار للدينوري- طبقات ابن سعد، تاريخ دمشق لابن عساكر- تأريخ بغداد للخطيب المنتظم -لابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015