شُبيل بن عوف، عن أبي جَبيرة، عن أشياخ من الأنصار، قالوا: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "جئت أنا والساعة هكذا"- قال الطبريّ: وأرانا تميم، وضم السبابة والوسطي وقال لنا: أشار يزيد بإصبعيه السبابة والوسطي وضمهما- وقال: "سبقتُها كما سبقتْ هذه هذه في نَفس من الساعة"، أو " [في] نَفَس الساعة" (?).
(1: 15/ 16).
فمعلوم إذْ كان اليوم أولُه طلوع الفجر وآخرُه غروب الشمس، وكان صحيحًا عن نبينا - صلى الله عليه وسلم -، ما رويناه عنه قبل، أنه قال بعد ما صلي العصر: "ما بقيَ من الدنيا فيما مضي منها إلا كما بقيَ من يومكم هذا فيما مضي منه". وأنه قال لأصحابه: "بُعثتُ أنا والساعة كهاتين" -وجمع بين السبابة والوسطي- "سبقتُها بقدر هذه من هذه"، يعني الوسطى من السبابة. وكان قدر ما بين أوسط أوقات صلاة العصر -وذلك إذا صار ظلُّ كل شيء مثليه- علي التحرِّي إنما يكون قدر نصف سبع اليوم، يزيد قليلًا أو ينقص قليلًا، وكذلك فضل ما بين الوسطى والسبابة، إنما يكون نحوًا من ذلك وقريبًا منه (?). (1: 16).
وكان صحيحًا مع ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثني عمي عبد الله بن وهب، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، عن أبيه جبير بن نُفير، أنه سمع أبا ثعلبة الخشنيّ صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لن يُعجز الله هذه الأمة من نصف يوم"، وكان معنى قول النبيّ ذلك أن "لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم" الذي مقداره ألف سنة (?). (1: 16).