ومَرْوانٌ بأَرْضِ بَنِي نِزارٍ ... كليثِ الغاب مفْتَرِسٌ عَرِينا

أَلَمْ يَحْزُنكَ قَتْل فَتَى قرَيشٍ ... وشَقُّهُمُ عصا المسْلِمينا

أَلا فاقْرَ السَّلامَ على قُرَيشٍ ... وقيسٍ بالجَزِيرَةِ أَجْمَعينا

وسادَ الناقِصُ القَدَرِيّ فينًا ... وأَلقَى الحَرْبَ بَينَ بَنِي أَبينا

فلوْ شَهدَ الفَوَارس من سلَيمٍ ... وكعْب لَمْ أَكنْ لهمُ رَهينا

وَلو شَهدَتْ لُيوثُ بَني تمِيمٍ ... لما بِعْنا تُرَاثَ بَنِي أَبِينا

أَتُنْكَثُ بَيعَتِي منْ أَجْلِ أُمِّي ... فقد بايعتُمُ قَبْلِي هَجينا

فلَيتَ خُؤلتي من غير كَلْبٍ ... وكانت في ولادَة آخَرينا

فإِنْ أَهْلِك أَنَا وَوَلِيُّ عَهْدِي ... فمرْوان أَمِير المؤمِنِينا

ثم قال: ابسط يدك أبايعك، وسمعه مَن مع مروان من أهل الشام؛ فكان أوّل من نهض معاوية بن يزيد بن الحُصين بن نمير ورؤوس أهل حمص، فبايعوه، فأمرهم أن يختاروا لولاية أجنادهم، فاختار أهلُ دمشق زامل بن عمرو الجبرانيّ، وأهل حِمْص عبدَ الله بن شجرة الكنديّ، وأهل الأردنّ الوليدَ بن معاوية بن مروان، وأهل فلسطين ثابتَ بن نعيم الجذاميّ الذي كان استخرجه من سجن هشام وغدر به بأرمينيَة، فأخذ عليهم العهود المؤكّدة والأيمان المغلظة على بيعته، وانصرف إلى منزله من حَرّان (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015