أن يخفى عبد الله على أحد. فثاروا إليه، فهجموا عليه، فقاتلوه وقاتلهم، فأصيب وحده؛ وأفلت الملّاح حتى أتى أصحابه، فجاؤوا حتى أرقوا، والخليفة منهم سفيان بن عوف الأزديّ، فخرج فقاتلهم، فضجِر وجعل يعبث بأصحابه ويشتمهم، فقالت جارية عبد الله: واعبد الله! ما هكذا كان يقول حين يقاتل! فقال سفيان: وكيف كان يقول؟ قالت:
الغمَرات ثم ينجلِينا
فترك ما كان يقول، ولزم: "الغمرات ثم ينجلينا". وأصيب في المسلمين يومئذ، وذلك آخر زمان عبد الله بن قيس الجاسيّ، وقيل لتلك المرأة بعد: بأيّ شيء عرفتيه؟ قالت: بصدَقته؛ أعطى كما يُعطي الملوك؛ ولم يقبِض قبضَ التجّار (?). (4: 260/ 261).
237 / أ - وقال الواقديّ: غزا معاوية في سنة ثمان وعشرين قُبرس، وغزاها أهل مصر وعليهم عبد الله بن سعد بن أبي سرْح، حتى لقوا معاوية، فكان على الناس (?). (4: 262).
ففيها عزَل عثمان أبا موسى الأشعريّ عن البصرة، وكان عاملَه عليها ستّ سنين، وولّاها عبدَ الله بن عامر بن كُريز، وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة، فقدِمها. وقد قيل: إنّ أبا موسى إنما عمِل لعثمان على البصرة ثلاث سنين (?) (264: 4).