237 - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي حارثة، عن خالد بن مَعْدان، قال: أوّل مَن غزا في البحر معاوية بن أبي سفيان زمانَ عثمان بن عفان، وقد كان استأذن عمر فيه فلم يأذن له؛ فلما ولي عثمان لم يزل به معاوية؛ حتى عزم عثمان على ذلك بأخرَة، وقال: لا تنتخب الناس، ولا تُقْرع بينهم؛ خيِّرهم، فمن اختار الغزو طائعًا فاحمله وأعِنْه، ففعل واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسيّ حليف بني فَزازة، فغزا خمسين غَزاة من بين شاتية وصائفة في البحر، ولم يغرق فيه أحد ولم ينكب؛ وكان يدعو الله أن يرزقه العافية في جنده، وألّا يبتليَه بمصاب أحد منهم، ففعل، حتى إذا أراد الله أن يصيبَه وحدَه؛ خرج في قارب طليعةً، فانتهى إلى المرْقَى من أرض الروم، وعليه سُؤّال يعترّون بذلك المكان، فتصدّق عليهم، فرجعت امرأة من السؤّال إلى قريتها، فقالت للرجال: هل لكم في عبد الله بن قيس؟ قالوا: وأين هو؟ قالت: في المرقَى، قالوا: أي عدوّة الله! ومن أين تعرفين عبد الله بن قيس؟ فوبّختْهم، وقالت: أنتم أعجز من