لما كانت ليلة من الليالي قال:
"يا عائشة! ذَريني أتعبد الليلة لربي".
قلت: والله إني أحب قربك، وأحب ما يسرك.
قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بَلَّ حِجره. قالت: وكان جالساً فلم يزل يبكي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى بلَّ لحيته. قالت: ثم بكى حتى بلَّ الأرض. فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال.
"أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد أنُزلتْ عليّ الليلَة آيةٌ؛ ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية كلها".
رواه ابن حبان في "صحيحه" وغيره.