وبشِّر القاتلَ بالقتل ولو بعد حين.
وفي "تاريخ ابن خلكان"، في ترجمة الإمام يوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد صاحب الكرامات والأحوال: أنه جلس يومًا للوعظ، واجتمع إليه الناس، فقام مِنْ بينهم فقيه يعرف بابن السقا، وآذاه، وسأله عن مسألة، فقال له: اجلس؛ فإني أجد من كلامك [رائحة] الكفر، ولعلك أن تموت على غير دين الإِسلام، ثم مضى ذلك، وقدم رسولُ ملكِ الروم على الخليفة، فخرج ابن السقا مع الرسول إلى القسطنطينية، فتنصَّر، ومات نصرانيًا، وكان ابن السقا قارئًا للقرآن، محمودًا في التلاوة.
وحكى مَنْ رآه بالقسطنطينية: رأيته مريضًا ملقًى على دَكَّة، وبيده مروحةٌ يذبُّ بها الذبابَ عن وجهه، فقلت له: هل القرآنُ باقٍ على حفظك؟ فقال: ما أَذكر منه إلا آية واحدة {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]، والباقي أُنسيته. نعوذ بالله من سخط الله وخذلانه، ونسأله حسنَ الخاتمة (?).
قال الدَّميريُّ في "حياة الحيوان" بعد هذه الحكاية: فانظر يا أخي كيف هلك هذا الرجل، وخذل بالإنتقاد، وترك الاعتقاد. نسأل الله السلامةَ.
قال: فعليك يا أخي بالإعتقاد، وترك الإنتقاد على المشايخ العارفين، والعلماء العاملين، والمؤمنين الصالحين، فإن حرابهم مسمومة.