* وأنا أؤكد عليك، وأقول: إياك إياك إياك أن يحصل منك أذًى أو ضررٌ لأحد ممن يُتوسم فيه الخيرُ، فربما وقع منه عليك دعوةٌ تستجاب له فيك، فلا تُفلح بعدها أبدًا.
وقد قلتُ في موضع من كلامي: إياكَ والإنكارَ على أحد من المشايخ، أو ذوي الأحوال، أو من العلماء، أو الأخيار، فقد شاهدتُ من ذلك العجبَ العجابَ في غير واقعة، فإني قَطُّ ما أنكرتُ شيئًا، أو وَبَّخْتُ أحدًا، إلا وابتُليت ببعض ذلك في نفسي، أو أحدٍ ممن أحب.
وقد وقع أنه كان عندنا بالصالحية رجل يقال له: الشيخ حسين، لا يزال عُريانًا مكشوفَ العورة، وللناس فيه معتقَدٌ؛ فقد رآه أخي شهابُ الدين-رحمة الله عليه-، وكان من الصالحين الكبار، ومن العلماء الأخيار، وسُمِعَتْ عند موته البشائرُ من السماء، أنكرَ عليه ذلك، وقال: هذا تظهر عورته للرجال والنساء، وطلبَ مني المساعدةَ على ذلك، فقلت له: هذا لا يعقل.
فقال: يُحبس في مكان حتى لا يراه أحد، وسعى في ذلك إلى القاضي الحنبلي وغيره.
فما مضى عليه إلا مدة يسيرة، حتى مرض مرضَ الموت، فكان يتعرَّى في مرضه قدامَ الناس، ولا يستتر، فرأيتُ أن ذلك لكلامه ذلك.
وفي الأمثال: كُلُّ مَنْ عَيَّرَ ابْتُلِي.
ومن قال شيئًا، قيل فيه مثلُه.
وكما تدين تُدان.