ولكن يبدو أنها كانت مقصورة عليه وعلى حفدائه في قسنطينة فقط. ذلك أن سعيد قدورة مثلا كان في مدينة الجزائر في نفس الوقت (توفي 1066) وكان يلقب أيضا بشيخ الإسلام معظم الأحيان. والظاهر أن هذا التعبير يعني في الأصل أن صاحبه مرجع في الفتوى وقضايا الشريعة. ولكن بالنسبة للفكون بالذات فإنه أضاف إلى هذا المعنى، الوزن السياسي والأدبي الذي كان يظهره، خصوصا في الحالات غير العادية كالأزمات والثورات، حين تلجأ السلطة ويحتاج الناس إلى من يقطع برأي الشريعة ويفرض الحل المناسب للصالح العام.
يخبرنا من عرفوا الفكون أميرا لركب الحج أنه كان لا يبالي بامتيازات هذه المهمة رغم تقدير الناس له وإظهارهم الاحترام الواجب له ولا شك أن ولاة الجزائر وكذلك ولاة البلدان الإسلامية التي كان يمر بها ركب الحج، كانوا يقدمون له فروض الاحترام ويبدو أن طريق الركب كان بريا ثم بحريا وكان يمر على تونس ومصر فالحجاز. وليس لدينا وثائق عن هذه الرحلة الشاقة التي كان يتعرض أصحابها للقرصنة المسيحية (خصوصا من فرسان مالطة) إذا ركبوا البحر، ولقطاع الطرق ومتاعب الطريق من قلة الزاد والعطش والأمراض إذا سلكوا طريق البر. ومن النصوص الباقية حول ذلك رحلة العياشي التي حج صاحبها، أبو سالم العياشي، مع الفكون سنة 1064 وقد تحدث العياشي عن هذا الشيخ حديث المعجب، وحديث التلميذ عن شيخه (كان العياشي عندئذ ما يزال شابا).
أما النص الثاني عن حالة الفكون أثناء إمارته ركب الحج فمن