الدخان يقوم على مباحث ثلاثة: الأول اجتنابه من حيث ذاته، والثاني في تحريمه من حيث صفته، والثالث في تحريمه من حيث عوارضه. وقد أكثر من النقود عن الأيمة السابقين القائلين بتحريم تناول الدخان وناقش بالمنطق آراء المخالفين واستند في كثير من آرائه على مشاهدات الواقع المعاصر وعلى أحداث جرت في زمنه أو سمع عنها، ثم انتهى إلى تحريم التدخين. وقد أنهى الكتاب بخاتمة في أحوال خاصة بلدة قسنطينة وما هم عليه. نقصد بـ (الخاصة) أعيان الحضر. وهذه الخاتمة مهمة في حد ذاتها لأنها قطعة من الحياة الاجتماعية للمدينة وأهلها. وقد ضمنها القصيدة التي ذكرناها له والتي ذم فيها بعض المظاهر السلبية لهؤلاء الحضر كاعتمادهم على المراتب والأنساب والشرف وميلهم إلى الجهل والكسل والتواكل.
ويمكن تلخيص الفوائد التي يجدها القارىء، في (محدد السنان) في هذه النقط:
1 - حديث المؤلف عن شيوع تناول الدخان بكثرة في الجزائر في عصره، معتبرا ذلك (بلية) و (معضلة) و (سما).
2 - واقعة الجراد بقسنطينة سنة 1023 التي فصل آثارها الاقتصادية والاجتماعية ودور الدخان في الموضوع (?).
3 - ذهاب وفد من علماء الجزائر إلى اسطانبول برئاسة المفتي