ظلت المسافة بعيدة بينهم، فلم يصلوا إلى اتفاق. وممن أفتى في المشرق بحليته علي الأجهوري المصري. وكان جوابه وجواب غيره في الموضوع دافعا للفكون لكتابة تأليف سماه (محدد السنان في نحور إخوان الدخان). وسنتناول نحن هذا الكتاب في الفصل القادم، ولكن يكفي الآن أن نقول إن مؤلفه قد راعه إقبال أهل بلده على تعاطي الدخان، خصوصا أعيانهم وكبراءهم. وكان هو ينكر عليهم ذلك بشدة، ولكن بدون فائدة. واكتفى بتغيير ذلك بقلبه ثم عزم على التأليف المذكور لبيان مساوىء أهل الزمان ومحض النصح للإخوان. والمهم أن نلاحظ الآن أن الفكون حكم بتحريم الدخان لذاته وصفته وعوارضه. واستدل على ذلك بأقوال القائلين بالتحريم أمثال أبي الغيث القشاش (تونس) وعبد الله بن حسون (المغرب)، ومحمد السوسي (?).
ويعرض الفكون لمثل هذه القضايا المعاصرة أورثه خصومة أهل العصر طبعا فكلامه كان لا يرضي الولاة ولا يرضي أنصاف العلماء ولا أدعياء المتصوفة ولا أعيان البلاد. فلا غرابة أن يقول عن ردود فعلهم جميعا عندما ألف كتابه (منشور الهداية): (وهو وإن رمقتني من أجله العيون، وانعقدت على بغضي القلوب وأكثرت الشؤون، فذاك، ولله الحمد، مما يسرني في الحال