وقد جعل الفكون قصيدة خاصة في آخر كتابه (محدد السنان) وصف فيها حالة أهل قسنطينة عندئذ وما كانوا عليه من الجهل في نظره ومن التفاخر بالشرف والجدود، ومنابذة العلم والعلماء، والتباهي بالمراتب والرياسات. ولم يكتب هذه القصيدة، كما قال، إلا بعد ما (ضاق الصدر حين حاج الجنان، فانطلق اللسان بما كتبه الجنان). ومما جاء فيها:
ألا فاحذر أناسا ند تبرا ... إله العرش منهم والملائكة
وأبعدهم من الخيرات كلا ... وأصلاهم جحيما ذات حالك
هم القوم الأراذل قد تسموا ... بجنس في الخليفة لا يشارك
وقالوا نحن أحضار بدار ... نعم صدقوا ولكن في المهالك (?)
وهناك قضية هامة شغلت الفكون وهي تناول الدخان في وقته. وكان استعمال شرب الدخان، قد شاع أمره بين المشرق والمغرب، واختلف فيه علماء الوقت هل هو حرام أم حلال، وبمعنى آخر هل هو مسكر من المسكرات فيجب تجنبه أو هو غير مسكر فيباح تعاطيه. وقد احتج كل فريق بحجج وبراهين، ولكن