والمآل، ويقوي رجائي أن يكون لي عدة في عظيم الأهوال، لوعد رب العالمين، {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} (?)، وهو هنا لا يحدد نوع الخصوم ولكن يظهر لنا أنهم هم الذين شنع عليهم في أفعالهم الصوفية والدنيوية وهم الذين يسميهم حزب الشيطان، وهم أيضا جماعات النوادي التي كانت مراكز للمفاسد، والمتلصصة والحرابة الذين كانوا يعيشون في ظلام الريف وفي غفلة أو تغافل من السلطة.

ومن خصومه الذين ذكرهم بالاسم: محمد بن نعمون، وأحمد الميلي، وأحمد الغربي، وأحمد الفاسي، وعاشور الفكيرين (القسنطيني)، الخ. وابن نعمون في الواقع كان من عائلة معروفة وكانت لها قرابة مع عائلة الفكون حتى كانت بينهم مواريث، ويذكر الفكون أن أسلافه قد تخلوا عن زاويتهم إلى آل نعمون. ولكن وقعت بين الفكون ومحمد بن نعمون (الذي كان موظفا لدى السلطة) أمور جعلت الفكون يشعر بالضيق منه حتى التجأ إلى الله في الدعاء عليه بأخذه أخذ عزيز مقتدر. فقال عنه كان (يترصد لي في كل حالاتي الدوائر ما يرجع عقباها عليه، ويجتمع نكالها في الدنيا والآخرة لديه، غير أني أعطيه الأذن الصماء، وأكله إلى القادر الجبار القائم بالأرض والسماء، وأرجو منه أن يهدم مناره،. وابن نعمون هذا هو الذي قال فيه الفكون عبارته السابقة (لو كان في زمن محتسب لله لكان له معه شأن وأي شأن!) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015