ما يستشهد الفكون بأحمد زروق والأخضري وابن عربي وابن البنا السرقسطي ومحمد بن مرزوق التلمساني وأبي القاسم العبدوسي.
وتأسف الفكون على هبوط حالة العلم في بلاده في عصره واكتفاء الناس بالقليل منه، بل لقد عم الجهل في نظره وعزف الناس عن المعرفة والبحث والتلقي، وقنعوا بالخراقة والبدعة واستخدام الروحانيات والسحر وخطوط الرمل. وقد عاب الفكون على قومه ذلك ونادى بنبذ الخرافة والبدعة كما نادى بالعودة إلى السنة والعمل بالعلم وتحكيم العقل واليقظة لمعرفة الدين وحاجات الدنيا. وقد علق الفكون على قول المكودي في أرجوزته:
هذا مع الجهل وشغل البال ... والاضطرار واضطراب الحال
قائلا: (وإذا كان هذا في زمنه ومنار العلم منصوب، وعن آراء الجاهلين برشق نبال البراهين محجوب، فكيف بزماننا الذي فاض فيه عباب الجهل والدعوى، وطلعت كواكب البدع والأهوى (كذا) فلا ترى إلا مدعيا في العلم أعلى منصته، ومرتقيا في شامخ التربية أرفع قنته، جعلوا الطريقتين شباكا لتحصيل الدنيا منصوبة، وحبالات لجمعها بأوتاد حبها مضروبة، وما نظروا إلى عاقبة الأمر وعقابه، والوقوف بين يدي العالم بالخافيات ودقة حسابه) (?).