يرفع ابهامًا، فإن التوكيد به حاصل، فيسوغُ (?) استعماله (?)، كما ساغ استعمال الحال مؤكدة، نحو {وَلَّى مُدْبِرًا} (?) و {َيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} (?)، مع أن الأصل فيها أن يبين بها كيفية مجهولة.
فكذا التمييز، أصله أن يرفع به ابهام، نحو: له عشرون درهمًا. ثم جاء به بعد ارتفاع الابهام قصدا للتوكيد، نحو: عنده (?) من الدراهم (?) عشرون درهمًا. ومنه قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} (?). ومنه قول أبي طالب (?)
125 - ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا
فلو لم ينقل التوكيد بالتمِييز بعد إظهار فاعل "نعم" و"بئس" لساغ استعماله قياسًا على التوكيد به مع غيرها. فكيف؟ وقد صح نقله، وقرر فرعه وأصله.
ومن شواهده (?) الموافقة للحديثين المذكورين قول جرير يمدح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (?):
126 - تزود مثل زادِ أبيك فينا ... فنعم الزادُ زادُ أبيك زادا
فما كعب بنُ مامة وابن سُعدى ... بأجود منك يا عمرُ الجوادا