ومنها قول عائشة رضي الله عنها (شبهتمونا بالحمر والكلاب) (?).
قلت: المشهور تعدية "شبه" إلى مشبه ومشبه به دون باء، كقول امرئ القيس (?):
109 - فشبهتهم في الآل لما تكمشوا ... حدائقَ دَومِ أو سفينا مُقَيَّرا (?)
ويجوز أن يعدّى إلى الثاني بالباء، فيقال: شبهت كذا بكذا، ومنه قول
الشاعر (?):
110 - ولها مبسم يشبه بالا ... غريضِ بعدَ الهُدُو عذبُ المذاق
ومنه قول أم المؤمنين رضي الله عنه! "شبهتمونا بالحمر والكلاب" (?).
وقد كان بعض المعجبين بارائهم يخطئ سيبويه وغيره من أئمة العربية في قولهم "شبه كذا بكذا" (?)، ويزعم أن هذا الاستعمال لحن، وأنه لا يوجد في كلام من يوثق (?) بعربيته، والواجب ترك الباء.
وليس الذي زعم صحيحاَ، بل سقوط الباء وثبوتها جائزان، وسقوطها أشهر في كلام القدماء، وثبوتها لازم في عرف العلماء.