حذيفة؛ فإنه يقتضي أنها من العماليق الذين كانوا حول مكة حين قدم إبراهيم بإسماعيل إلى مكة.

وذكر المسعودي أن المرأة التي تزوجها إسماعيل -عليه السلام- من العمالقة هي صدا1 بنت سعد؛ وذلك يخالف ما ذكره أبو جهم بن حذيفة في اسم أبي المرأة التي تزوجها إسماعيل -عليه السلام- من العمالقة. والله أعلم بالصواب.

وقال السهيلي بعد ذكر أم أولاد إسماعيل: وقد كان له امرأة سواها من كدي2- وهي التي أمره أبوه بتطليقها حين قال لها إبراهيم: قولي لزوجك فليغير عتبته -يقال السهيلي أن المسعودي ذكر ذلك أيضا.

ومنها: أن الفاكهي روى بسنده من طريق الواقدي عن أبي جهم بن حذيفة قال: وفيه نظر إسماعيل -عليه السلام- إلى بنت مضاض بن عمرو فأعجبته؛ فخبطها إلى أبيها فتزوجها. فجاء إبراهيم -عليه السلام- زائرا لإسماعيل؛ فجاء إلى بيت إسماعيل -عليه السلام- فسلم عليه، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله، فقامت إليه المرأة الله، ونحن في لبن كثير، ولحم كثير، وماء وإبل وصيب، قال: هل من حب؟ قالت: يكون إن شاء الله، ونحن في نعم، قال: بارك الله لكم -قال أبو جهم: فكان أبي يقول: ليس أحد يخلو على اللخم والماء بغير مكة إلا اشتكى بطنه ولعمري لو وجد عندها حبًا لدعى فيه بالبركة، وكانت أرض زرع- قال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم واللبن. قال: فما شرابكم؟ قالت: اللبن والماء، قال: بارك الله لكم في طعامكم، قال: فمن طعام وشراب، قالت: انزل رحمك الله فاطعم واشرب، قال: إني لا أستطيع النزول ... انتهى باختصار.

ثم قال بعد غسلها لرأسه وهو راكب: فلما فرغت قال لها: إذا جاء إسماعيل قولي له: أثبت عتبة بيتك، فإنها صلاح المنزل3 ... انتهى.

وهذا لم نورده لمخالفة بينه وبين خبر ابن عباس -رضي الله عنهما- السابق، وإنما أوردناه لما فيه من الفائدة ببيان أن زوجه إسماعيل -عليه السلام- التي أمره أبوه بإمساكها لشكرها النعمة هي بنت مضاض بن عمرو الجرهمي؛ فإن خبر ابن عباس -رضي الله عنهما- السابق لا يفهم ذلك، ولكن يروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنها السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015