وذكر المسعودي أن امرأة إسماعيل التي أمره أبوه بإمساكها هي شامة1 بنت مهلهل الجرهمي. وذكر ذلك السهيلي؛ لأنه قال: ثم تزوج أخرى وهي التي قال لها إبراهيم -عليه السلام- في الزورة الثانية: قولي لزوجك ليثبت عتبة بيته2، الحديث. وهو مشهور في الصحيح أيضا.

ويقال اسم هذه المرأة الأخيرة شامة بنت مهلهل، وذكر السهيلي أن الواقدي ذكر ذلك في كتاب: "انتقال النور"، وأن المسعودي ذكر ذلك أيضا. قال السهيلي: وقد قيل في الثانية: عاتكة ... انتهى.

وما ذكره السهيلي عاتكة التي قيل إنها امرأة إسماعيل، وقد بين ذلك ابن هشام في كتابه "التيجان" لأنه قال: إنها عاتكة بنت عمرو الجرهمي، وأنها قالت لإبراهيم عليه السلام: إن هاجر وإسماعيل يرعيان الغنم، فانزل أو سر معي إلى زمزم أغسل رأسك وأنت راكب2 ... انتهى.

وليس في خبر ابن عباس -رضي الله عنهما- السابق بيان أن امرأة إسماعيل -عليه السلام- الأولى منه جرهم. وقد بين ذلك الأزرقي؛ لأنه قال بعد أن ذكر نزول جرهم على إسماعيل وأمه: فلما بلغ أنكحوه جارية منهم، قال: وفي كتاب "المبتدأ" عن عباد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق أن اسم امرأة إسماعيل: عمارة بنت سعيد بن أسامة3 ... انتهى.

وليس في خبر ابن عباس -رضي الله عنهما- السابق بيان سن إسماعيل -عليه السلام- حين بنى مع أبيه الخليل إبراهيم البيت الحرام، وقد بين ذلك الفاكهي؛ لأنه روى بسنده من طريق الواقدي عن أبي بن جهم حذيفة قال: فلما بلغ إسماعيل -عليه السلام- ثلاثين سنة -وإبراهيم الخليل يومئذ ابن مائة سنة- أوحى الله -عز وجل- إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا، وذكر بناء البيت، وذكر ذلك أيضا المسعودي4، وذكر الأزرقي ما يخالف ذلك؛ لأنه روى بسنده عن ابن إسحاق أن إبراهيم -عليه السلام- لما قدم مكة لبناء البيت كان إسماعيل -عليه السلام- ابن إبراهيم سنة5، وفي هذا بعد؛ لأن إسماعيل تزوج بعد أن بلغ، وزاره إبراهيم -عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015