توفي قبل ذلك على ما ذكر ابن شاكر الكتبي بسبع وثلاثين سنة، وتاريخ عمارة أبي راشد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وتاريخ عمارة المكين سنة ثمان وثمانمائة1.

ومنها: السبيل الذي يقال له: سبيل بنت القاضي عبد الرحمن بن عقبة المكي، وسبيل آخر أنشأته السيدة زينب بنت القاضي شهاب الطبري صدقة عن أخيها القاضي نجم الدين محمد ابن القاضي شهاب الدين الطبري2 سنة خمس وستين وسبعمائة، وهو الآن معطل لخرابه.

ومنها: سبيل الملك المنصور صاحب اليمن وهو مشهور.

ومنها: السبيل المعروف بسبيل الجوخي، وهو الآن لخرابه. ورأيت فيه حجرا ملقى مكتوبا فيه: أن المقتدر العباسي ووالدته أمرا بعمارة هذه السقاية والآبار التي وراءها وتصدقا بها، وفيه: أن ذلك سنة اثنتين وثلاثمائة3.

ومنها: سبيل دون هذا السبيل إلى مكة عمره الشهاب المكين السابق أجزل الله ثوابه في سنة ثمان وثمانمائة، وإلى جانب ذلك حوض للبهائم1.

وكان بمكة سقايات أكثر مما ذكرنا بكثير، لأن الفاكهي قال: لما ذكر السقايات وبمكة في فجاجها وشعابها من باب المسجد إلى منى ونواحيها ومسجد التنعيم نحوا من مائة سقاية ... انتهى.

ذكر البرك بمكة وحرمها:

بمكة وحرمها عدة برك لا أدري من أنشأها، ويقال لها: المصانع.

منها بركتان عند باب المعلاة متلاصقتان جددتا في دولة الملك الناصر حسن، صاحب مصر، وذلك في ولايته الأولى سنة تسع وأربعين وسبعمائة4، وعمرتا بعد ذلك غير مرة. منها: في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة5، وعمارتها في هذه السنة عمارة حسنة لإصلاحهم بالنورة ما يحتاج إلى الإصلاح فيهما، ونوروا في بعض الجدران ما لم يكن منورا قبل ذلك، ورفعوا جميع جوانبها عن الأرض، والذي رفعوه من ذلك نحو ذراع، وفي بعض المواضع أكثر، وعمدوا إلى الحاجز الذي بين البركتين فهدموا الجدار الذي يليه إلى صوب الطريق العظمى، وبنوا هناك ثبرتين6، وعملوا عليهما عقدا مشرفا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015