الحمد لله رب العالمين، أحمده تعالى وأشكره، وأثني عليه الخيرَ كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين.
أعود للمرأة قائلًا:
أيتها الفتاة البكر: بم تُفكرين؟ وما مواصفات شريك الحياة الذي ترغبين؟ وما نوع الحياة الزوجية التي تأملين؟ وإلام بعد الزواج تتطلعين؟ هل قرأت عن حقوق الزوج؟ وهل لديك عزمٌ وحزمٌ على تربية جيلٍ يسعد أمته ولا يشقيها، ويبني ما تهدم من أركانها؟
أيتها النساء عمومًا، بل أيها المسلمون جميعًا أن الوقت ثروةٌ عظيمة والمغبون حقًا من فرَّط فيها، وإن الحياة تمضي سريعًا. والعاجزون هم أصحاب التمني والتسويف فيها، واسمعوا إلى كلام الحسنِ البصري يرحمه الله وهو يُحذر من التسويف، ويقول: «إياك والتسويف، فإنك بيومك ولست بغدك، فإن يكن غد لك فكس فيه (أي اجتهد فيه) كما كست في اليوم، وإلا يكن الغد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم» (?).
ويقول ابن الجوزي: إياك والتسويف، فإنه أكبر جنود إبليس (?).
أما ابن القيم فيشير إلى صوارف الخير بـ «لعل» و «عسى» محذرًا حين يقول: كلما جاء طارقُ الخير صَرَفه بوَّابُ: (لعل) و (عسى) (?).