بغير الله. فبكى سفيان (وحُقَّ له البكاء) (?).
ويعترف العدوُّ- مع الصديق- بأثرك المشهود في نشر الإسلام والدعوة إليه، ويقول (توماس- و- آرنولد): ومما يثير اهتمامنا ما نلاحظه من أن نشرَ الإسلام لم يكن من عمل الرجالِ وحدهم، بل لقد قام النساءُ المسلماتُ أيضًا بنصيبهن في هذه المهمة الدينية (?).
أختاه .. لقد ذل لك الجبابرة المستكبرون وأذعنوا، وفاق أثرُ إيمانك جبروت الطغاة وإن ظلموا. لم يستجب فرعونُ الطاغيةُ لآسيةَ المؤمنة في شأن إبقاءِ موسى- عليه السلام- وهو مطلبهُ الأوحد، ومن أجله كان يقتلُ ويستحيي! قال تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} (?).
ويحدثنا التأريخ أن المغولَ مع همجيتهم وشدتِهم على الإسلام والمسلمين تأثروا بالنساء، ويُقال: أن الفضل في إسلام كثير من أمراء المغول- يرجع بعد الله- إلى تأثير زوجة مسلمة.
ويُقال أيضًا: ولا يبعدُ أن يكون مثلُ هذا التأثير سببًا في إسلام كثير من الأتراك الوثنيين حين أغاروا على الأقطار الإسلامية (?).
أيتها المسلمات .. لا يُستكثر هذا ومثلُه على نساءٍ خالط الإيمانُ قلوبهن، واستشعرن قيمة الحياة، وقدر الزمن. وكم هو البون شاسعٌ بين هذه النماذج