ب- عدم تقدير ظروف الزمان، واعتبار مستوى المخاطبين، والحديث في واد والناس في واد غيره.
ت- وطول الخطبة يُمل ويدعو للغفلة، وقصرها المخل يفوت الفائدة على الراغبين، وربما أوقع في لبس وحيرة، أما إذا كان قصر الخطبة غير مخل فإن من مئنة فقه الرجل قصر خطبته وطول صلاته».
ث- ويشين المسلم على العموم والخطيب الداعية على الخصوص، أن يخالف قوله فعله، وأن يدعو الناس إلى خير يتكاسل عنه مع استطاعته له، أو ينهاهم عن شر هو واقع فيه، أو ينهى عن الإسبال وسماع الغناء، وحلق اللحى وهو متلبس بها! أو يحث على كريم الأخلاق مَن هو سيئُها، أو يدعو غيره للصدق والإحسان وهو كذوب بخيل شحيح؟ وهكذا ..
ج- والشدة في القول والحدة في النقد- دون مبرر- سبب للنفور، ومن دواعي عدم القبول، وقد قيل: «القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها، ومغارفها ألسنتها فانتظر الرجل حتى يتكلم، فإن لسانه يغترف من قلبه، ومن بين حلو وحامض وأجاج، ينبئك عن طعم قلبه اغتراف لسانها» (?).
فان قلت: فما أحسن شيء حين الحديث؟ أجبت بما أورده الخطيب: «أحسن شيء كلام رفيق، يستخرج من بحر عميق، على لسان رجل رقيق» (?) وإذا كان الغلو في المديح غير مقبول شرعًا وعقلاً، فالمغالاة في القدح والذم- فوق ما يلزم- غير مقبول كذلك، والعدل في القول هدي القرآن وسنة محمد صلى الله عليه وسلم، وليس هذا موطن بسط النصوص.