وبلاغته لابد من اعتبار أن «للأذن إحساس يجب إرضاؤه، ونعومة يحذر من خدشها» (?).
وللشعر أهميته وأثره- وإن لم يكثر منه الخطيب- فالكلام إذا حوّل نظمًا فرح به الحزين، وحرك الرزين، وقرب من الأمل البعيد (?). وإن من الشعر لحكمة» كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (?).
وبالجملة فكم يجتمع للخطباء نصوص واحدة أو متشابهة، ويختلف تأثرهم وتأثيرهم بها باختلاف قدراتهم في استثمارها وحسن صياغتها، وتلك مؤشرات للغة الخطيب وبلاغته، وإذا كان العلم بالتعلم فبإمكان الخطيب أن يزيد من ثقافته اللغوية، بمطالعة كتب اللغة عمومًا، وكتب الأدب والبلاغة على الخصوص.
يملك الخطيب والداعية والواعظ هداية البيان والإرشاد للناس دون هداية التوفيق والقبول، فهذه لله وحده، وإذا أحس الخطيب أو حسس بضعف أدائه، وقلة مردوده، وانصراف الناس عنه، فعليه أن يفتش عن أسباب ذلك، ولعله أن يجدها كامنة وراء عدة أسباب ومنها:
أ- غياب الإخلاص أو ضعفه، والتعلق بالشهرة والبحث عن الصيت. قال الله تعالى في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه».