في اليمنِ -كما هو معروف.
وعند البخاريِّ: «حَوضِي مسيرةُ شهرٍ، وزواياهُ سواءٌ».
«لهوَ أشدُّ بياضًا من الثلجِ وأحلى من العسلِ باللبنِ، ولآنيتُه أكثرُ من عددِ النجومِ، وإني لأَصُدُّ الناسَ عنه كما يصدُّ الرجلُ إبلَ الناسِ عن حوضِه» قالوا: يا رسولَ الله، أتعرفُنا يومئذٍ؟ قال: «نعمْ، لكم سيمَا ليستْ لأحدٍ من الأممِ، تَرِدُونَ عليَّ غُرًّا مُحجَّلين من أثرِ الوضوءِ».
أيها المسلمُ يا عبدَ الله: بشراكَ حين تَرِدُ الحوضَ مع الوارِدِين، وإياكَ أن تُصَدَّ بسوءِ عملِك، فقد روى البخاريُّ ومسلمٌ عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليَرِدَنَّ على الحوضِ رجالٌ من أُمَّتي حتى إذا رأيُتهم ورُفِعوا إليّ اختُلِجُوا دوني، فأقولُ: أصحابي أصحابي، فيقالُ لي: إنكَ لا تدر ما أَحدَثُوا بعدَك» .. وفي روايةٍ: «فأقولُ: سُحْقًا لمن بدَّلَ بعدي» (?).
وبُشراكَ -يا أخا الإسلام- حيث تَعبُرُ الصراطَ آمنًا، وتَنجُو من جهنمَ سالمًا واللهُ يقولُ: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا} إنها التقوى، والتقوى وحدَها سببٌ للنجاةِ من النار {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (?).
ما موقفُك عند هذه الآيةِ؟ وما مشاعرُك تجاهَ هذا المشهدِ يومَ القيامة؟ لقد غيَّرتْ هذه الآيةُ أحوالَ الصالحين، فأسهرَت ليلَهم، وعكّرتْ عليهم صَفْوَ عيشِهم، فقد ذُكِر أن أبا ميسرةَ كان إذا أَوى إلى فراشه قال: يا ليتَ أُمي لم تلدْني، ثم يبكي فقيلَ له: ما يُبكيكَ يا أبا ميسرةَ؟ فقال: أُخبِرْنا أنّا وارِدُوها ولم نُخبَرْ أنا صادرونَ عنها.