شعاع من المحراب (صفحة 2418)

ومع هذه الوصايا للعلماءِ والدعاةِ وطلبةِ العلم يوصَى عوامُّ المسلمين وغيرُ المتفقهين منهم بالثقةِ بأهل العلم، وتوسيع المداركِ، وعدمِ العجلةِ بإصدار الأحكام، وعدمِ الفرحِ بالخلاف يقع بين العالِمَيْن، وبعدم التشكُّك في شيء من دين اللهِ، إذ الخلاف يقعُ في فروعِ الدين لا في أصولِه، وقد يكون في هذا الاختلافِ رحمةٌ وسَعَةٌ، وحين يقعُ التنازلُ فلا بد من ردِّه إلى اللهِ ورسولِه وإلى ورثةِ الأنبياء عليهم السلام.

عبادَ الله: كم نحن بحاجةٍ جميعًا إلى الفقه في الدِّين، ذلك الفقه الذي يجمعُ ويؤلفُ ويهدي ويرشدُ، وكم نحن بحاجة إلى أن نبلُغَ بدينِنا ما بلغ الليلُ والنهارُ .. دون أن نهدرَ شيئًا من طاقاتنا في الوقيعة والخلاف بين المسلمين .. وإنني بهذه المناسبة أوصي بقراءة كتابٍ نافعٍ جامع - كذا أحسبُه واللهُ حسيبنا جميعًا - هذا الكتابُ صدر مؤخرًا بعنوان «فقه الائتلاف - قواعدُ التعامل مع المخالفين بالإنصاف» ومؤلفه محمود محمد الخزندار وهو من مطبوعات دار طيبة في الرياض - أسألُ اللهَ أن يجزلَ المثوبةَ لمؤلفِه وأن ينفع به، وأن يعلِّمنا جميعًا ما ينفعُنا، وأن ينفعَنا بما علَّمنَا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015