أيها المسلمون والمسلمات! وما تأخرت المرأة المسلمة في عصر النبوة، عن الدعوة والبيعة، والهجرة والجهاد وتعلُّمِ العلمِ النافعِ وتعليمه وتربية النَّشءِ على الخير والفضيلة، وساهمت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل كانت تُستَشار وتُشير، وبرز منهن العابدةُ والصابرةُ المحتسبة. لكن ذلك كلَّه وفق تعاليمِ الدين، ولم يخرج بهن عن الحشمة والحياء.
فأين تعطيل المرأة من المشاركة في الحياة، كما يزعم المرجفون؟
وكتبُ الطبقاتِ والتراجمِ مليئةٌ بمشاركتها الإيجابية في الحياة! ألا وإن من الانتكاس في المفاهيم أن يظنَّ رجال أو نساءٌ أن تفعيل المرأةِ في المجتمع إنما يكون في الغناء والتمثيل ونزع الحجاب، والخلطة بالرجال، والسفرِ دون محرم، ومزاحمةِ الرجل في كل موقع، وتحطيم حواجز الحياء، والسعي الحثيث لإخراج المرأة من بيتها بأي شكل من الأشكال، ولأدنى هدف، ومتابعة الموضة، واتّخاذ النساء الساقطات مثلًا، والتقليد الأبلَه، إلى غير ذلك .. ، ويأبى الله ذلك ورسولُه والمؤمنون. ولئن روَّج لهذه الأفكار الرديئة أعداءٌ من الخارج وفتن بها مفتونون من الداخل، فخرجت المرأةُ المسلمةُ عن طورها في البلاد الإسلامية، وأُنسيت الهدف من وجودها - فما ينبغي للمرأة المسلمة في جزيرة الإسلام وبلاد الحرمين أن تخدع بهذه الصيحات المغرضة - بل ينبغي أن تقدم النموذجَ الأمثلَ للإسلام في ظروفه الراهنة، كما قدمته أخواتُها المسلماتُ في عصر النبوة وما بعده من عصور الإسلام الزاهية .. وليس التحدي في تقليد أصحاب الهِمَم الدنيئة ونزع الحجاب والارتكاس في حمأة الرزيلة، ومجاراة النساءِ الساقطات. ولكن التحدي في الثبات على المبدأ الحق إذا زلت أقدامُ آخرين، واستشعار العزة الإيمانية إذا راجت أفكارُ العلمنة والتغريب. التحدي الحقُّ في