شعاع من المحراب (صفحة 1553)

الخطاب رضي الله عنه أسلم بعد أربعين رجلًا وعشرٍ من النسوة، كما ذكر ابنُ سعد في «الطبقات». وهذا مؤشرٌ إلى دخولِ عددٍ من النساءِ في الإسلام في مراحله السرية الأولى، واستجابةِ المرأة لنداءِ الخير مبكرًا.

أيها المسلمون والمسلمات، وحين احتاج الإسلامُ إلى الدعوةِ علنًا، والهجرة عن الأهل والوطن فرارًا بالدين وإسهامًا في تبليغه لأقوام آخرين، كان للمرأة المسلمةِ وجودٌ وأثرٌ لا ينكر، وفي هجرة الحبشة أسماءُ خيرِّات من النساء من أمثال رقية بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسماء بنت عميس، وليلى بنتِ حثمة رضي الله عنهن بل منهن من خرجت مراغمةً لأهلها إذ كانوا حينها من صناديد الكفر، من أمثال أُمِّ حبيبة بنتِ أبي سفيان، وفاطمة بنتِ صفوان بن أمية، وأم كلثوم بنت سهيل بن عمرو (?).

أفلا تفخر المرأة المسلمةُ المعاصرةُ بهذه النماذج السابقة من النساء، وتتخذ منهن نموذجًا يُحتذى؟

أختاه في الإسلام! ولا تقفُ نماذجُ التمسكِ بالإسلام وإثبات الذات عند المرأة في أرض مكة وحيث يوجدُ بينهن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجههن ويسليهن؛ بل ثبت في كتب التراجم ما يشير إلى حرص المرأة المسلمة على دينها وثباتها على عقيدتها خارج أرضِ مكة، وفي ظروف صعبة وزوجُها لم يُسلمْ معها، بل كان يؤذيها.

وفي ترجمة «حواء بنتِ يزيد بن سنان الأنصارية» أنها أسلمت وكانت تكتم زوجها «قيس بن الخطيم، الشاعر» إسلامها، وحين علم بذلك كان يصدها عن الإسلام ويعبثُ بها حين تقومُ لصلاتِها - وهي صابرةٌ ثابتة حتى بلغ خبرُها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأوصاه بها خيرًا .. رضي الله عنها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015